ذكر أن البُرعي - يرحمه الله - في حجه الأخير أُخذ محمولاً على جمل ، فلما قطع الصحراء مع الحج الشامي وأصبح على بعد خمسين ميلا من المدينة هب النسيم رطبا عليلا معطرا برائحة الأماكن المقدسة ، فأزداد شوقه إلى الوصول إليها .
لكن المرضَ أعاقه عن المأمول فأنشأ قصيدة لفظ مع أخر بيت منها نفسه الأخير . يقول فيها :








يا راحلين إلى منى بقيادي
هيجتمُوا يوم الرحيل فؤادي


سرتم وسار دليلكم يا وحشتي
ألشوق أقلقني وصوت الحادي


حرمتمُوا جفني المنامَ ببعدكم
يا ساكنين المنحنى والوادي


ويلوح لي ما بين زمزم والصفا
عند المقام سمعتُ صوت منادي


ويقولُ لي يانائما جد السُرى
عرفات تجلو كلَ قلبٍ صادي


من نال من عرفاتٍ نظرةَ ساعةٍ
نال السرورَ ونال كل مرادِ


تالله ما أحلى المبيت على منى
في ليل عيد أبرك الأعيادِ


ضحوا ضحاياهم فسال دماءُها
وأنا المتيم قد نحرت فؤادي


لبسوا لباس البيض شارات الرضا
وانا الملوع قد لبست سوادي


ياربي أنت وصلتهم صلني بهم
فبحقكم يا رب فك قيادي


فإذا وصلتم سالمين فبلغوا
مني السلام أُهيل ذاك الوادي


قولوا لهم عبدالرحيم متيمٌ
ومفارق الأحباب والأولادِ


صلى عليك الله يا علم الهدى
ما سار ركب أو ترنم حادي .






أعجبتني القصيده وحبيت انقلها للحبايب